كوبا أمريكا ~ أو بمعنى أخر ~ بطولة المواهب اللاتينية ,,
في كل مرة تأتي ويحلو معها السهر ,,
فمع السحر البرازيلي ,, لا بد أن تأتي المنافسة من التانجو الأرجنتيني ,,
ديربي لاتيني خالص ,, منذ الأمد ,, ولم يتزحزح ,,
الساحرة المستديرة ,, في ليالي الكرة اللاتينية ,,
لها رونق خاص ,, وسحر مميز ,,
ولا تأتي بطولة بهذا الحجم ,,
دون ان تترك لها أثراً ,, أو يبرز من خلالها نجوم ومدربين ,,
أهلا كوبا أمريكا 2011
السامبا أبطال النسخة الأخيرة
الجماهير البرازيلية قد منت النفس كثيراً في هذه البطولة ,,
ولها الحق كل الحق بهذا ,,
أولا: هم أبطال النسخة الأخيرة ,,
ثانياً: الفوز في بلاد التانجو له طعم أخر
فمن بعد خيبة كأس العالم الأخيرة في جنوب أفريقيا ,,
وإقالة المدرب دونغا ,,
أقبل المنتخب البرازيلي على عهد جديد ,,
ومع جيل جديد ,,
والمتابع لـ الأسماء البارزة على ساحة كرة القدم البرازيلي ,,
فهو على يقين كامل بأن حقبة جديدة من النجوم الشباب قادمين من أجل حصد المزيد من البطولات لـ السامبا ,,
فـ مع توفر العدد الضخم والهائل من المواهب والأسماء ,,
كان لا بد من قيادة حكيمة ,, تعرف كيف توظف مثل تلك الأسماء كـ فريق متكامل
قادر على الفوز ,, وحصد النقاط ,,
الظهور الأول = مخيب !!
دائماً هناك قاعدة في عالم كرة القدم تنص على:
إن الفريق المميز ليس بالضرورة هو الأكثر نجوماً !!
فـ لا تتوقع أبداً بـ أنك قادر على بناء عمارة من مجموعة من المهندسين فقط !!
فلا بد من عمال وممولين وصناع ومراقبين ,,
هي مجموعة متكاملة تتعدد مهامها من أجل الوصول نحو الهدف
وكذلك هو فريق كرة القدم:
فمثل ما أنت بحاجة إلى هداف ,, فلا بد من توفر من يصنع هذا الهدف
وكذلك من أجل الفوز ,, لا بد من مدافعين يحمون المرمى ويعطون لـ الهدف المسجل قيمته ,,
ومثل ما هناك مفكرين ومبدعين في عالم كرة القدم ,,
يجب أن يكون هناك لاعبين (مجهود) ,, يخلقون لهم المساحات ,,
ويهيئون لهم المباراة ,,
وهذا ما وقعت به البرازيل أمام فنزويلا !!
كثرة الطباخين تفسد الطبخة
الصورة أعلاه تعطي الكثير من ملامح البرازيل كوبا أمريكا 2011 ,,
وأقصد طبعاً فقط: المباراة الإفتتاحية ~ واتمنى أن يتخطوا هذا العقم التفكيري !!
لا أحد يتعذر بندرة المواهب ,,
فـ البرازيل اليوم وكل يوم = كنز من لاعبين
المتابع لـ روبينهو مع الميلان & وداني الفيس مع برشلونة ,,
يعلم بأن كلاهما يحتاج لـ مساحة كي يجري بها ويعطي إضافته ,,
التزام روبينهو بالجهة اليمنى ,, أجبر داني الفيس كثيراً خلال المباراة
إما لـ التصادم معه ,, أو الدخول في العمق لمزاحمة لوكاس وبدرجة أكبر باولو هنريكي - الغانزو ,,
وهذا ما أجبر الغانزو على الهروب ناحية اليسار ومزاحمة نيمار !!
تلك الجهة ذاتها التي خنقت راميريز وقيدت إنطلاقاته !؟
وهكذا !!
الكل يهرب من الأخر كي يجد مساحته الخاصة !؟
المايسترو بلا فرقة !!
باولو هنريكي - الغانزو ,, في سانتوس
يعتبر هو النقطة المرجعية لـ الفريق كاملاً في حالة الهجوم ,,
وهذا ما نسي المدرب البرازيلي قوله لـ لاعبيه عندما شرح لهم تكتيك اللعب والمباراة !!
كم مره شاهدنا الغانزو يلهث مرهقاً خلف اللاعبين وهو يطلب الكرة دون جدوى !؟
نيمار يريد اثبات موهبته !؟
داني الفيس وروبينهو يكابران على اليمين وكل يريد أن يثبت بأنه الأجدر !!
لوكاس حائر بين العدد الذي يطلب من الكرة !؟
المنتخب البرازيلي هو من تعمد فقدان الغانزو ولم يحيده تكتيك المنتخب الفنزويلي ابداً
فهم من أجبره على التأخر يميناً بدرجة كبيرة ,, او بعمق الملعب ,,
وبنفس الوقت ,, تسرعهم من أجل الهدف الأول ,, يخلفه بعيداً عن منطقة العمليات
التي كان عنوانها الأبرز: العشوائية بالإعتماد على المهارة الفردية !؟
Home Alone
الكسندر باتو لم يكن سيئاً ابداً ,,
ولكن لم يجد المساعدة نهائياً !؟
كان تواجد هالك مثلاً بجواره ,,
قد يمنحه بعض الأريحية بين دفاعات الخصوم للتحرك يميناً وشمالاً
او حتى بالنزول للعمق مع فتح المساحات لـ فريد أو القادم من الخلف مثل روبينهو أو نيمار (احدهم وليس كلاهما) ,,
لو وجد الغانزو مساحة للتمرير الطولي أو عبر العمق بين مهاجمين صريحين ,,
وليس 4 !! إثنين على اليمين وأخرين على اليسار ومن منطقة خلفية كما حدث !!
لـ رأينا لـ باتو دوراً أكثر فعالية ,,
أو حتى سبباً لـ هدف يحقق للمنتخب البرازيلي النقاط المرجوة من اللقاء
لكي تحقق ما تريد ~ يجب أن تعرف ما هي امكانياتك من أجل تحقيقة
ابداً لم تكن المهارة وحدها طريقاً نحو الإنتصارات ,,
ولا تحقق أبداً البطولات ,,
المنتخب البرازيلي يمتلك الأدوات ,,
ولكن بحاجة لـ عقلية تديرها وتفرض شخصية الفريق وتكبح حماسة الشباب ,,
الفريق قادر على الوصول بعيداً ,,
والإمتاع كثيراً ,,
ولكن كـ (فريق) متكامل ,, يخدم بعضه بعضاً ,,
ولا يعتمد على معجزة من أحدهم !!